27 فبراير 2010

لماذا لا احتفل بالمولد النبوي ؟

لماذا لا أحتفل بالمولد النبوي ؟
( حقائق وشبهات )


(( حقائق ))


· باختصار نسأل كل من يحتفل بهذا اليوم :
هل الاحتفال بهذا اليوم خير أم شر ؟
إن كان خيراً ، فهل علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا ؟
وبعد الجواب تذكروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به ))
فهل أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاحتفال بمولده ؟!

وإليكم هذه النقاط السريعة المهمة :

· لم يثبت تحديدا متى ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقيل 12 من ربيع الأول وقيل غير ذلك بدون دليل على أحد الأقوال
· عدم عناية الصحابة على تحديد اليوم وعدم حرصهم على الاحتفال بمولد الرسول ، دليل على عدم مشروعية ذلك ، فلا ينازع أحد أن الصحابة أشد الناس حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
· الله عز وجل قد امتن على المؤمنين ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، لا بمولده ، و عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد أرخ للمسلمين بيوم هجرته لا بيوم مولده .
· أول من أحدث الاحتفال بالمولد النبوي هم الفاطميون العبيديون الزنادقة في القرن الرابع الهجري .
· الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، فيه مشابهة للنصارى حيث يحتفلون بمولد عيسى عليه السلام ويحدثون أعياداً غير مشروعة ، وقد أمرنا بمخالفة الكفار
· الاحتفال سنوياً يعتبر عيداً ، والأعياد عبادات والأصل فيها التوقف والاتباع وعدم الابتداع .
· كل بدعة ضلالة كما ورد في الحديث ، ولا وجود لما يسمى بالبدعة الحسنة .
· لو افترضنا أن الاحتفال بالمولد النبوي أمر جائز ، فما أحدثه الناس من محرمات وكفريات أثناء الاحتفال ، كالاختلاط والرقص والأذكار البدعية والقصائد المليئة بالغلو ، كاف لترجيح حرمة الاحتفال .
· أصح الأقوال أن مولد الرسول صلى الله عليه وسلم كان في الثاني عشر من ربيع الأول ، وقد ثبت أن وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت في نفس التاريخ ( 12 من ربيع الأول ) فليس الاحتفال بمولده الشريف بأولى من الحزن بفقده ووفاته
· إن عدم جواز الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم لا يعني عدم محبته إطلاقا ، بل نحن نرى أن كمال محبة النبي صلى الله عليه وسلم يكون بحسن الإتباع والاقتداء بسنته ، لا بالابتداع والغلو




(( شبهات ))

الشبهة الأولى
· صح أن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الاثنين لأنه يوم ولد
مما يدل على مشروعية الاحتفاء بيوم مولده الشريف
الجواب :
كون النبي صلى الله عليه وسلم يصومه فلا يدل ذلك على جواز الاحتفال ، فالدليل لا علاقة له بالمسألة وهذا تكلف في الاستدلال
ونلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصومه ويفعل ذلك أسبوعياً ، فصيام هذا اليوم هو السُنَّة ، لا الاحتفال والرقص والموالد في كل عام مرة ، فالاتباع أن نفعل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم
وكذلك فالقاعدة أنه لا قياس في العبادات



الشبهة الثانية
· ابن كثير قد أثنى على ملك كان يقيم المولد ووصف بعض ما في المولد
الجواب :
أن ابن كثير مؤرخ ، ينقل التاريخ ولا يشترط من ذلك أنه يؤيده أو يقر ما فيه ، وأما ثاؤه على الملك فلا يتعارض مع بدعة المولد ، فالرجل الواحد قد يجمع مع البدعة حسنات أخرى كثيرة ، وقد يجتمع فيه الخطأ والصواب .



الشبهة الثالثة
· ابن تيمية أثنى على المحتفلون بالمولد وبين أنهم يؤجرون على ذلك
الجواب :
ابن تيمية رحمه الله ذم المولد والمحتفلين فيه ، ولكن الرجل من إنصافه أوضح نقطة مهمة ، ألا وهي أن الرجل قد يمارس البدعة ، وتكون له فيها نية حسنة ، فيأجره الله على نيته لا على بدعته .
وكلام ابن تيمية واضح ، ولكن أهل الأهواء يقتطعونه ويغفلون عن كلام شيخ الإسلام الصريح بذم المولد وتبديع من يفعله .



الشبهة الرابعة
· ورد في ( البخاري ) أن هناك من رأى رؤية لأبي لهب ، بأنه يخفف عنه العذاب في جهنم بسبب فرحه بمولد النبي e وإعتاقه لجاريته بسبب ذلك .
الجواب :
القصة في البخاري ولكنها بلا سند متصل فلا تثبت
ولو ثبتت فغاية ما فيها أنها رؤية ، والأحكام الشرعية لا تثبت بالرؤى والمنامات
وهذه الرؤية مخالفة لما ذكره الله من أن الكافر لا تقبل منه أعماله الصالحة ، فما بالك بفرحه وتصرفاته الطبيعية كفرحه بمولد ابن أخيه مما لا ثواب عليه .



(( شبهات عامة حول البدع ))

الشبهة الأولى
· ليست كل البدع سيئة ، فالبدع تنقسم إلى حسنة وسيئة ، وبعض البدع يكون واجبا كما نص بعض العلماء .
الجواب :
إذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل بدعة ضلالة )
فاضرب بكلام غيره عرض الحائط ، فلا يمكن أن يقول الرسول كل البدع ضلالة ، ويقول غيره أن بعض البدع حسنة !!!
وأما ما ورد عن بعض الصحابة والعلماء عن ذكر البدع الحسنة ، فقد أرادوا المعنى اللغوي لا الشرعي .


الشبهة الثانية
· بعض الصحابة قد زاد في الدين أموراً ، كجمع المصحف وتأخير مقام إبراهيم وزيادة الأذان الثاني يوم الجمعة ، مما يدل على أن الزيادة في الدين إن كانت خيراً فليست بدعة .
الجواب :
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصى باتباع سنة الخلفاء الراشدين ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ) ، فالأخذ بسنتهم أخذ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم
ومما يجب أن يُعلم ، أن ما تركه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ، مع وجود الداعي والدافع لفعله في ذلك الزمان ، فإن ذلك يدل على أن تركهم له هو السنة والصواب ، فلو كان خيراً لسبقونا إليه
ولهذا لم يُجمع المصحف في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم تكن هناك حاجة للأذان الثاني ، وقس على ذلك سائر الأمور التي لم يكن لها مقتضى في عهد النبوة
أما ما تركه لانه لم يكن ثمة داع إلى فعله ، أو كان من قبيل الوسائل التي لا تقصد بذاتها ، فلا يكون فعله من باب الإحداث في الدين .
بخلاف المولد وغيره من البدع ، فبما أنهم تركوه مع وجود المقتضى ، وهو حب النبي وتكريمه ، دل ذلك على أن الترك مقصود وهو السنة .
وقد تكرر مولد النبوي بعد بعثته 23 مرة ، ولم يحتفل به صلى الله عليه وسلم مرةً واحدة
ولو كان خيرا ومن الدين لدلنا عليه ، وكذلك الخلفاء والصحابة ، ما ورد عنهم أنهم احتفلوا بهذا اليوم ، حتى جاء القرن الرابع فاحتفل به الفاطميون العبيديون الزنادقة ، فهل يكون مثل هذا الأمر سنة حسنة ؟!


[ الملحق ]

محاورة جميلة جداً
بين الشيخ الألباني وبين رجل يرى جواز الاحتفال بالمولد
ملف كامل
مقالات وفتاوى ورسائل حول المولد النبوي وحكمه الشرعي

هناك تعليق واحد:

  1. بارك الله فيك اخي الكريم ..
    مقال رائع وعلمي ..
    الله يفتح عليك ..

    ردحذف